العائلة المقدسة فى مسطرد “المحمة”
دخلت العائلة المقدسة مصر من الشرق، واستمرت فى الهروب من العسكر داخل البلاد حتى وصلت إلى البقعة التى تسمى الآن “مسطرد” وتبعد عن مدينة القاهرة بحوالي 10 كم تقريباً. ولجأت إلى كهف صغير لتحتمى به.. وكان الإعياء قد استبد بالجميع وكان هناك احتياج شديد لشئ من المياه حتى يرووا ظمأهم، ولكن الأم الصغيرة كان لها مطلب آخر، فقد كان مولودها فى أمس الحاجة لأن تزيل عنه غبار الطريق ويستحم وتلبسه ملابس نظيفة منعشة وتغسل ثيابه المتسخة.
وإذا الطفل يسوع يمد يده الصغيرة فبارك المكان وانبع فيه بئر ماء. واستراحت الأسرة هناك وقامت العذراء مريم بكل المهام التى كان يجب عليها القيام بها..
واليوم مازال البئر موجود فى نفس المكان الذى اكتسب اسم “المحمة”
المبنى الأساسي للكنيسة من الطراز البيزنطي ذو القباب ويتميز بالحوائط السميكة. يتكون من صحن الكنيسة الذى يضم في داخله الهياكل الثلاثة والمغارة والبئر. والصحن مستطيل الشكل الجزء السفلي قديم وتم تجديده بواسطة “أولاد سسيل” في القرن الثاني عشر الميلادى. وبعدها تم الترميم عدة مرات.
ويرجع تاريخ تدشين الكنيسة إلى 8 بؤونة \ 15 يونية سنة 901 للشهداء الموافق سنة 1185 ميلادية. وكانت الكنيسة موجودة قبل ذلك بمئات السنين كما يقول “أبو المكارم” فى “كتاب تاريخ الكنائس والاديرة فى القرن الثانى عشر – الجزء 1” حيث دشنها “أنبا غبريال” أسقف أشمون ومعه جماعة من الأساقفة.
البئر المقدس
يقع البئر المقدس على يسار مدخل الكنيسة من بابها البحرى ويجاور المغارة، وهو الذي – كما يقول التقليد – أنبعه الرب يسوع المسيح وإستحم من مائه وغسلت العذراء المباركة ملابسه من الماء المقدسة. وماء هذه البئر لا ينضب أبدا واحيانا يحدث به فوران، فتمتلىء على اخرها ثم يعود منسوبها إلى طبيعتها وله طعم ومذاق مميز يختلف تماما عن مياه ترعة الإسماعيلية التى لا تبعد أكثر من 60 مترا عن الكنيسة. وقد شفى الماء المقدس العديد من المرضى بعد شربهم منه.
المغارة
تقع المغارة على يسار مدخل الكنيسة بجوار البئر وهي التي إستراحت فيها وإحتمت بها العائلة المقدسة أثناء رحلتها إلى مصر.
وتدل آثار المنطقة على أن المغارة كانت تقع في معبد أو أطلال معبد بني أيام رمسيس الثاني. ويشعر الزائرون خاصة المرضى برهبة وقوة روحية بالصلاة داخل هذه المغارة..