أخبار
رحلة العائلة المقدسة في ثقافات الأمم والشعوب
إن رحلة العائلة المقدسة في أرض مصر تعتبر من المميزات الفريدة والبركات العظيمة التي تنفرد بها مصر.. وهي حقيقة كتابية وتاريخية وأثرية ولها تأثيرات حضارية وتنقل قيم إنسانية.. وردت الحقيقة الكتابية بالكتاب المقدس في عهديه القديم والجديد وتم ترجمته إلى 3312 لغة أي أنه وصل إلى أغلب ثقافات الكرة الأرضية.
ومن ناحية الحقيقة التاريخية جاءت بالمصادر التاريخية القديمة منها السنكسار والدفنار والمخطوطات والميامر القبطية مثل ميمر البابا ثاؤفيلس وميمر البابا تيموثاوس وميمر البابا زخارياس وميمر الأنبا كرياكوس، وذكرت في تاريخ الكنيسة وتاريخ البطاركة وتاريخ الكنائس والأديرة، وكذلك في مخطوطات أوروبا من العصور الوسطى، ومصادر التراث والثقافة العربية والإسلامية مثل موهوب ابن منصور من القرن الحادي عشر الذي كتب عن أماكن المسار وكذلك أبو المكارم الذي كتبه عام 1209م وكتابات أبو كريفة المبكرة والمتأخرة، وذكر المسار أيضا في الموسوعات العالمية والرسائل العلمية في دول مختلفة، وكتابات الرحالة الأجانب من الشرق والغرب على مر العصور والقرون، وقد تركوا لنا كتابات ومذكرات ومؤلفات عن رحلاتهم وجولاتهم في مواقع مسار رحلة العائلة المقدسة في أرض مصر.. مصادر تاريخية عديدة تكلمت عن المسار منذ القرن الأول وحتى القرن العشرين.
أما عن الحقيقة الأثرية تشهد عليها أيضا العديد من الأثار القبطية الثابتة والمنقولة ومنها كنائس وأديرة ومغارات وآبار وأحجار وأيقونات وأشجار وأثار أخرى متعددة.
ولها أيضا تأثيرات حضارية مثل تحطم الأوثان عندما دخلت العائلة المقدسة إلى أرض مصر كان هذا الحدث بداية تغيير فكري في مصر، وكذلك هناك أسماء مدن مصرية كثيرة ارتبطت بالعائلة المقدسة وتجمعات عمرانية ظهرت حول نقاط هذا المسار، وظهرت أيضا فنون وأدبيات خاصة منها الطقوس القبطية والتقاليد المحلية والشفهية والتراث الروائي والاحتفالات الشعبية.
ومن ناحية أخرى تقدم لنا رحلة العائلة المقدسة صور من قيم إنسانية تأصلت في الطبيعة المصرية وهي مساندة المتألمين والمتعبين والنازحين والغرباء وهذه القيم الإنسانية توارثت في المصريين حتى الأن.”
وأن هذه الرحلة المباركة كانت ومازالت لها تأثيرات روحية وحضارية وإنسانية مع تراكم تراث تاريخي وثقافي وفني زاخر بالتنوع والامتداد ليس لدى الأقباط فقط أو لدى المصريين، بل لدى الكثير من شعوب العالم وبين الثقافات المتعددة في بلاد الشرق والغرب، بالعديد من اللغات القديمة والحديثة.. وهكذا على مر العصور والقرون كان لهذا الحدث الفريد أصداؤه وتأثيراته في التراث الإنساني العالمي، ومازالت مصر بوابة الشرق هي الحامية والحارسة لمبادئ التعايش السلمي وقيم السماحة والتسامح وقبول الأخر وإستضافة الغرباء، وعلى أرضها تعايشت الثقافات والحضارات معا رغم تعددها وتنوعها، وجمعت مصر بين الثراء الروحي والزخم الفكري والتراكم الحضاري والابداع الفني والابتكار العلمي في بوتقة واحدة.