رحلة العائلة المقدسة.. لماذا مصر تحديداً؟
كانت مصر رائدة العالم الأممي فكانت بفرعونها تشير في العهد القديم إلى العبودية، وبخصوبة أرضها تشير إلى حياة الترف ومحبة العالم..
وكان يمكن للسيد المسيح أن يلتجئ إلى مدينة في اليهودية أو الجليل، لكنه أراد تقديس أرض مصر ليقيم في وسط الأرض الأممية مذبحًا له..
في هذا يقول إشعياء النبي “هوذا الرب راكب على سحابه خفيفة سريعة وقادم إلى أرض مصر فترتجف أوثان مصر من جهة ويذوب قلب مصر داخلها” (اش 19: 1)..
“في ذلك اليوم يكون مذبح للرب للرب في وسط ارض مصر وعامود للرب في تخمها فيكون علامة وشهادة لرب الجنود في ارض مصر.” (أش ١٩: ٢٠- ٢٢)
مصر كانت أكبر معقل للعبادة الوثنية في المنطقة كلها، على الرغم أن مصر لها موقع متميز في الكتاب المقدس، فحضر إليها أبونا إبراهيم ويعقوب أبو الآباء ويوسف الصديق وموسى النبي، مجموعة من الأنبياء مهدوا لمجئ السيد المسيح ليتوج هذا الحضور.
الكتاب المقدس تحدث كثيرًا عن مصر، حيث جاء إليها كثير من الشخصيات الهامة من الآباء والأنبياء واحتلت جزًا كبيرًا من تاريخ أولاد الله.
1- مصر منذ أن أسسها مصرايم الذي من نسل نوح وهي ملجأ للجميع.
2- زارها أبونا إبراهيم كما يذكر الكتاب المقدس في (تك 12: 10-19) “وحدث جوع في الأرض فانحدر أبرام إلى مصر ليتغرب هناك لان الجوع في الأرض كان شديدًا”.
3-في خيرها وعاش على أرضها يوسف الصديق حيث باعه إخوته كما يذكر (تك 37: 18– 29).
4-ولقد كان يوسف رمزًا للسيد المسيح الذي جاء لاستبقاء حياة..
لقد تحدث الكتاب المقدس كثيرًا عن مصر وبالذات في النبوة عن هروب الطفل يسوع إلى مصر من وجه هيرودس وبوجود الطفل يسوع في مصر يقول الكتاب: “ويذوب قلب مصر داخلها. في ذلك اليوم يكون مذبح للرب في وسط ارض مصر وعمود للرب عند تخومها فيكون علامة وشهادة لرب الجنود في ارض مصر.”
وهذا ما تحقق حين قال الملاك ليوسف النجار في حلم: “قم وخذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر وكن هناك حتى أقول لك لان هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه.” (مت2: 13)
سارت العائلة المقدسة في هروبها من وجه هيرودس إلى مصر حوالي 1033 كيلو متر وهي المسافة من بيت لحم إلى دير المحرق، ذهابًا ثم نفس المسافة إيابًا بحسب الترتيب التالي:
من بيت لحم إلى الفرما التابعة للعريش ومنها إلى تل بسطه (بالقرب من الزقازيق) ومنها إلى بلبيس ومنها إلى منية جناح (بالقرب من سمنود) ثم إلى البرلس ثم إلى سخا (بالقرب من كفر الشيخ) حيث وضع الطفل يسوع رجله على حجر فانطبع عليها، وسمي هذا المكان (بيخا ايسوس أي كعب يسوع)
ثم انتقلت العائلة المقدسة إلى وادي النطرون ثم إلى عين شمس فالمطرية (حيث شجرة مريم المباركة). ثم إلى فسطاط مصر (مصر القديمة) حيث اختبأ في مغارة (وهي في كنيسة أبي سرجه الآن)… ثم توجهوا منطقة المعادي حيث ركبوا مركب في النيل متجهين إلى الصعيد وهناك استقروا في مغارة على صخرة عالية معروفه الآن بجبل الطير (شرق سمالوط حاليًا) ثم ذهبوا إلى الاشمونين (بجوار مركز ملوي) واستأنفوا السير من الجبل الشرقي إلى الغرب حيث وصلوا إلى جبل قسقام المعروف الآن بدير المحرق حيث أقاموا هناك ستة أشهر. وفي طريق العودة مروا على منطقة دير درنكة بأسيوط.
المصادر: كتاب “رحلة العائلة المقدسة في أرض مصر” للدكتور اسحق عجبان
وموقع سانت تكلا